بشفافية

بسم الله الرحمن الرحيم

دعوني هذه المرة، أكتب إليكم بشافية أكثر..
أنا ما بين الفينة والأخرى أدخل إلى مدونتي هذه، لأنظر فيها، ماذا يرى الناس.. كيف يرى غيري مدونتي..

وتذكرتُ قبل قليل وأنا أتصفح كتاب (أفكار من ذهب) للدكتور كفاح عياض، تصنيف (مقولاتي) الموجود في مدونتي، وقدح هذين الموقفين في رأسي فكرة، عن لماذا نحن نتواضع في أحيان كثيرة زيادة عن اللزوم..؟

ثم تساءلت وهل يحق لي أن أجعل تصنيف أسمِّيه (مقولاتي)؟ أم أن هذا يُعدّ غروراً؟

وجعلتُ أفكر، وأفكر.. ثم تذكرتُ كلمة كنتُ أقولها لأحد أصدقائي عن التواضع الكذاب.. نعم هكذا سميته..

وهذا مثاله: شخص يكون بين تلامذته مثلاً أو أصدقاءه، وهو يعلم حقيقةً ويقيناً أنه أعلم الموجودين (أو على الأقل ليس بأجهلهم)، فتجده يقول حين يمدح: (أنا والله أسوأ الموجودين.. وأجهلهم.. وأحقرهم)..
أنا شخصياً لا أحب مثل هذا التواضع الكذاب!!

والخلاصة: أنه ينبغي للشخص أن يعرف قيمة نفسه، فلا يهضمها حقها بـ”تواضع كذاب”، ولا أن يرى أنه لم يخلق الله أفضل منه!
وهذان الطرفان مذمومان، والحق والخير في التوسط في الأمور كلها.
وكما يقول الدكتور عبد الكريم بكار: “كل فضيلة محاطة برذيلتين: رذيلة الإفراط، ورزيلة التفريط”.
هذه نقطة جالت في خاطري..

نقطة أخرى، أنك لا تقبل نقد الاخرين لك دائماً، وتحسب أن “كل” الناس مصيبين و”أنتَ” المخطئ دوماً.
وأذكر موقفاً لا أنساه إن شاء الله، وهو أنني في فترة من الفترات وحينما كنتُ مع بعض الأصدقاء والشباب، كانوا يسخرون من بعض “أقوالي” و “أفعالي” وبعض “أفكاري”، لم أكن أدرك وقتها سبب تلك السخرية، لكنني عرفتُ الآن أن اهتماماتي ليس كاهتماماتهم، لذا فبعض الناس يرى اهتمامات غيره – مهما كانت مهمة – يراها سخيفة..

ولكن تبينت النتيجة بعد عدة أعوام، ولا أدري والله.. أأفرح بهذه النتيجة أم أحزن..؟
ذلك أني فرحي بها قد يعتبره البعض أن نفسي بمريضة بداء “الشماتة والحقد على الآخرين”..
وأنا إن حزنتُ فلن يغيِّر حزني في النتيجة شيئاً..

وأيا كان أنا سأذكر لكم النتيجة، ولكم الحق في أن تقرروا تفرحون أم تحزنون، أم تتأملوا الموقف!
والنتيجة أني – ولله الحمد – تفوقتُ عليهم، وتميزتُ عليهم، وكانوا ما يعبونني به مما أفتخر به اليوم، بل كان فتحاً لأبواب الخير أمامي، والله الحمد والمنة.

ولستُ أريد بكتابة هذه فخراً ولا تكبُّراً، معاذ الله، لكنني قصدتُ أن أبين أن بعض الناس يستهزئ بك، ويسخر.. ذلك أنك تسبقه في طريق التميز..

ولا عليك.. فسِرّْ.. ولا تلتف لكلام أحد من المحبطين..
فما وجدتُ علاجاً لهم أفضل من احتقار آرائهم، ودُس عليها بحذاءك نحو المجد..

وألخص لك يا صديقي هذه الشفافية في النقاط التالية:
– لا يعرف قيمتك إلا أنت.
– لا تتكبر ولا تتواضع زيادة عن اللزوم، وإياك والتواضع الكذاب!
– لا عليك من سخرية الآخرين، وإن احتجتَ إلى منعهم من سخريتك فافعل، ولو بعدم التواصل معك، إلا بالسلام! (رأيي الخاص)

والسلام عليك وعلى سلكة طريق الجنة..