د. صالح بن سعيد الحربي
عميد المعهد العالي للأئمة والخطباء
«صورة سابقة»
صورة لطابع بريدي إسباني، وضع تكريماً لهذا الإمام الكبير ابن حزم
وأخذ النص (باب من أحب من نظرة) من كتابه طوق الحمامة
الجدير بالذكر أن أسبانيا (النصرانية) تحتفل كل عام بأسبوع اسمه (أسبوع ابن حزم) تقديراً له رحمه الله
بقلوب مشتاقة، وأعين منهمرة حزينة من أهل مدينة الحبيب صلى الله عليه وسلم، اختتم الشيخ العلامة محمد الحسن الددو الشنقيطي اليوم درسه بين المغرب والعشاء في مكتبة الملك عبد العزيز، في شرح كتاب (الأخلاق والسير) للإمام ابن حزم رحمه الله تعالى..
شرح الشيخ الفقرة التالية، ثم اختتم الدورة د. صالح سعيد الحربي (عميد معهد الأئمة والخطباء) الدورة شاكرًا ومثنياً، دعا بعدها الشيخ العلامة الددو دعاءً رقيقاً.
” طالب الآخرة ليفوز في الآخرة متشبه بالملائكة وطالب الشر متشبه
بالشياطين وطالب الصوت والغلبة متشبه بالسباع وطالب اللذات متشبه بالبهائم
وطالب المال لعين المال لا لينفقه في الواجبات والنوافل المحمودة أسقط
وأرذل من أن يكون له في شيء من الحيوان شبه ولكنه يشبه الغدران التي في
الكهوف في المواضع الوعرة لا ينتفع بها شيء من الحيوان إلا ما قل من
الطائر , ثم تجفف الشمس والريح مابقي منها , كذلك المال الذي لاينفق في
معروف .
العاقل لا يغتبط بصفه يفوقه فيها سبع أو بهيمة أو جماد وإنما يغتبط
بتقدمه في الفضيلة التي أبانه الله تعالى بها عن السباع والبهائم
والجمادات وهي التمييز الذي يشارك فيه الملائكة , فمن سر بشجاعته التي
يضعها في غير موضعها لله عز وجل فليعلم أن النمر أجرأ منهن وأن الأسد
والذئب والفيل أشجع منه ومن سر بقوة جسمه فليعلم أن البغل والثور والفيل
أقوى منه جسماً ومن سر بحمله , الأثقال فليعلم أن الحمار أحمل منه ومن سر
بسرعة عدوه فليعلم أن الكلب والأرنب أسرع عدواً منه ومن سر بحسن صوته
فليعلم أن كثيراً من الطير أحسن صوتاً منه وأن أصوات المزامير ألذ وأطرب
من صوته فأي فخر وأي سرور في ما تكون فيه هذه البهائم متقدمة عليه. لكن من
قوى تمييزه واتسع علمه وحسن عمله فليغتبط بذلك فإنه لا يتقدمه في هذه
الوجوه إلا الملائكة وخيار الناس“.
الدرس الثامن والأخير في دورة عام 1431 هـ (صوت):
استمع للدرس والأسئلة: استمع
حمل: الدرس
الوضوح: واضح.
المدة: 60 دقيقة.
المحاضرة: كاملة.
نفعنا الله بالشيخ وعلومه dedew.net
❊❊❊
وإن انتهت – اليوم – الدورة الحالية، لكن يبقى ثراث الإمام الكبير ابن حزم بين أيدينا، نرتشف من معينه، ونرتوي من صدقه
ومن عرف ابن حزم – بصدق – أحبه وأحب لقاءه
(وإن كان له – أي: ابن حزم – من الإيمان والدين والعلوم الواسعة الكثيرة ما لا يدفعه إلا
مكابر… وله من التمييز بين
الصحيح والضعيف والمعرفة بأقوال السلف ما لا يكاد يقع مثله لغيره من
الفقهاء) ابن تيمية رحمه الله
اللهم ارحم ابن حزم..
والشيخ الددو..
وعلمائنا..
وآباءنا..
والمسلمين..
من أفضل تحقيقات مختصر طوق الحمامة لابن حزم رحمه الله
(هذا التحقيق ليس مختصرا بل الكتاب كاملاً)