هل تغيرت عقيدة المحدث عبد الله الجديع كما تغيرت آراؤه الفقهية؟

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله

 

المحدِّث عبد الله بن يوسف الجديع من أكثر العلماء الذين استفدت من كتبهم، التي كنت أرتشف من رحيقها، وأتسقي من معينها ؛ لما فيها من التحقيق العلمي، واللغة الرصينة، والتأصيلات الجيدة.

 

وليس المقام الآن كتابة قصتي مع كتب الشيخ الجديع، لأنني أخشى أن يسيل بي القلم ـ أو لوحة المفاتيح 🙂 ـ فأكتب وأكتب وأنسى نفسي! 🙂

كيفَ وقد أثنى على الجديع وجهوده علماء كثر ؛ الألباني والقرضاوي وحاتم العوني وسلمان العودة وغيرهم؟

 

لكنني آمل أن ييسر الله تعالى من يكتب عن العلامة الجديع بكتاب يستعرض فيها سيرة حياته بمختلف مراحلها، وبمختلف إطلالاتها وتأثيراتها على العالم الإسلامي.

 

واليوم أحببت أن أنقل لكم كلمات من بعض كتبه، هذه الكلمات مهمة جداً، لأنها توصف مرضاً، وتوضح علاجه..

هذا المرض باختصار هو أننا ” عند المحبة نرفع الشخص لأعلى عليين، وإذا خالفنا أو أخطأنا معه هبطنا به إلى أسفل سافلين “..

 

يقول الشيخ عبد الله الجديع في مقدمة الطبعة الثالثة من كتابه (العقيدة السلفية في كلام رب البرية) الصادر عن مركز الجديع للبحوث والاستشارات ط عام ١٤٢٩هـ في معرض حديثه عن سبب إعادة طبع الكتاب للمرة الثالثة (بعد أن طبع للمرة الثانية قبل ١٣ عاماً)، يقول ص ٧:

 

” وعزز الأمر – أي: إعادة الطبع – أني نسبتُ من بعض الناس إلى ترك اعتقادي المسطور في هذا الكتاب، وعجبٌ أن وقع ذلك من طرفين متناقضين في المذهب العقدي ؛ وذلك أنه أغرى بهم ما كتبته في بعض مسائل الفروع مما تعم به البلوى، كمسألتي (الموسيقى) و (اللحية).

 

لكن كم يبرز هذا الخلل عند كثير ممن ينتسب للعلم ؛ لا يفرِّق أحدهم بين قضية تعود إلى البحث والاجتهاد، وللنظر فيها أفق فسيح، وبين أمور الإيمان والتوحيد!!

 

على أن من أبرز الآدواء في بعض أهل زماننا ممن قد يُنظم في سلك المشتغيلين بالعلوم الإسلامية، أنك ترى أحدهم يبلغ بك عنان السماء، وهو يطريك حيث وجد ما ناسب طبعه ومزاجه، ويسقط بك إلى الحضيض حيث نافرت طبعه ومزاجه، لا ينظر منك علماً ولا نقلاً، وما رأيك في الأولى ولا في الأخرة محل المدح والذم عنده، وإنما بحث فيك عن هواه.

 

ومن هؤلاء من تراه ينتمي إلى السنة، وهجِّيراه السب والقذف والتبديع، ويزعم الانتصار للدليل، حتى إذا نظرتَ وجدتَ كل شيء إلا الدليل، يعيب غيره باتباع الهوى، وليته هذّب ذلك من نفسه، ونظر إلى عيب شخصه. فالله المستعان”. انتهى (ص٧-٨).